لا تختلف عادات الزواج في المجتمع العربي عن بعضها كثيرا، وهي وإن اختلفت في تفاصيلها الصغيرة، إلا أنها تنتمي في النهاية الى بعضها البعض.
زواج الامارات ... لا تختلف عادات الزواج في المجتمع العربي عن بعضها كثيرا، وهي وإن اختلفت في تفاصيلها الصغيرة، إلا أنها تنتمي في النهاية الى بعضها البعض.
وكون
الإمارات العربية المتحدة جزءا من هذه التركيبة ، فإن عادات الزواج فيها مشابهة مع الدول العربية المحيطة، مع شيء من التغيير الذي يميز الطبيعة الخاصة لمجتمع عن آخر.
الزواج في الماضي عادة ما تقوم الخاطبة بدور مهم في التوفيق بين الطرفين، نظرا للطبيعة المحافظة للمجتمع العربي، فهي من يقوم بالبحث والتقصي لإيجاد فتاة تناسب مواصفات وتطلعات عريس المستقبل.
وبعد أن تجد الخاطبة العروس المطلوبة، تقوم بالتعريف بين اهل الشاب والبنت، وينتهي دورها هنا، وبعدها تتم الموافقة والقبول.
وعند إتمام الموافقة، والاتفاق على التفاصيل الأخرى المتعلقة بالمهر، والتي تختلف من قبيلة لأخرى ومن بلد لآخر تبعا لتركيبة كل بلد أو قبيلة، يتم دفع الصداق، والذي كان يتراوح بين سبعة ومائة تومان بالنسبة للفتاة البكر....
والتومان يساوي ريالات فارسية عند أهل البادية، وأربعة ريالات عند أهل المدن، أما المناطق الشرقية فالتومان عندهم يساوي خمسة ريالات فارسية وفي الماضي لم يتعد مهر العروس في البادية توامين، في حين تراوح مقدار الصداق عند أهل المدن بين تومانا ومائة تومان ويتكفّل العريس بدفع القطوعة وهي دراهم محددة تدفع لجهاز العروس من ثياب وزينة، وتختلف باختلاف حالة الناس المادية ومكانتهم الاجتماعية كما يتكفّل العريس يتجهيز متطلبات حفل الزواج وفي مقدمتها الوليمة وقد اختلفت عادات الزواج ومظاهره عند أهل المدن مقارنة بأهل البادية والقرى في بعض التفاصيل..
افراح المدينة يستغرق الاحتفال بالزواج عند أهل المدن مدة ثلاثة أيام متتالية، تبدأ يوم الأربعاء وتنتهي يوم الجمعة تقدم خلالها الولائم للضيوف والمدعوين، وتشكل الولائم من مختلف أصناف الحلوى والهريس والنقاع، أما الوليمة أو المائدة الرئيسية فهي الأرز (العيش) واللحم المشوي، في حين يتم إحياء رقصات العيالة والرزفة والوهابية أيام العرس حتى ساعة متأخرة من الليل وتحتفل النسوة بالعرس داخل المكسار وهو خيمة كبيرة من الشراع تقام وسط البيت، تتجمع فيها النسوة فيشاهدن ملابس العروس والمأكولات الشهية، وعادة ما يخصص يوم الأربعاء لاحتفالات النسوة وابتهاجهن أما يوم الخميس فيكون حفلا عاما للجميع، يقدم فيه العشاء للرجال، وقد يطول عرس أهل المدينة ليصل إلى سبعة أيام متتالية، وهذا عندما يكون الزواج بين طرفين من الأغنياء أو من الرؤساء، حيث تقدم أصناف الأطعمة المختلفة وتذبح الغنم والشياه وتنحر الإبل والبقر وتختتم أفراح العرس بدخول الزوج على زوجته، بعد أن يزف إليها وسط أهله وأصدقائه، وعادة ما يكون الدخول في ليلة الجمعة، وتكون الدخلة في منزل والد العروس، حيث إن من عادات الزواج لدى أهل المدن أن يمكث العريس مدة سبعة أيام في بداية زواجه عند أهل عروسه، كي تعتاد على حياتها الجديدة بعيدا عن أسرتها...
أعراس وسباق هجن يتميز العرس البدوي بالتعاون في إتمام الزواج والاحتفال به، حيث يستمر تقديم الطعام والولائم في أعراس البادية مدة أربعة أيام أو خمسة أيام، وهو يعد لكل ضيف على حدة، فإذا جاء أحد المدعوين ومعه جمع من قبيلته أعد له طعام خاص وقدم له ولمن معه، وإذا حضرت أثناء طعامهم مجموعة أخرى فإنها لا تتناول مع المجموعة الأولى الطعام، ولكن تمكث حتى يعد لها طعام آخر وهكذا وتتشكل وليمة العرس عند أهل البادية من العيش الأرز واللحم وتقوم فرق العيالة والرزفة بإحياء أعراس البادية كما هو الحال عند أهل المدن، وذلك طيلة أيام وليالي العرس غير أن زواج أهل البادية يتميز بإقامة سباق للهجن العربية الأصيلة، ويسمى بركض الإبل، حيث يكرم الجمل السبوق بالزعفران. القرية أخت البادية أما لدى أهل القرى، فإن عادات الزواج تكاد لا تختلف عن مثيلتها لدى أهل البادية، غير أن زواج أهل القرى إذا كانت العروس من قرية أخرى، ركبوا الإبل والحمير ونقلوها في موكب تزغرد فيه النساء، وتتصاعد أصوات الرجال (بالرزفة) ويتخلل ذلك طلقات البنادق، وتهيأ للعروس ناقة تركبها أثناء الرحلة، وعند وصولهم تقدم الولائم وموائد الطعام ويبارك للعريس